
قصه أصحاب القرية
-سمعت عن واحد اسمه ” حبيب بن مري ” قبل كده؟!
-طب قرية اسمها انطاكية؟!
-طب انت عارف إن قصة حبيب وقرية انطاكية مذكورين في القرآن؟!
قرية اسمها انطاكية، أهلها كانوا بيعبدوا الأصنام، فأرسل الله لهم رسولين يدعوهم لعبادة الله وحده لا شريك له،
فما كان من أهل القرية غير إنهم تعدوا على الرُسُل بالضرب وكذبوهم.
فأراد الله-عز وجل- إنه يقوي حجة الرسولين دول فأرسل إليهم رسول تالت، فبقوا ٣ رُسُل بيدعوا الناس لعبادة الله وترك عبادة الأصنام.
والناس أمنوا بيهم وصدقوهم؟! = لا
قالولهم ازاي تبقوا رُسُل مُرسَلين من عند الله وانتوا بشر زينا كده، لو انتوا مُرسَلين من عند الله فعلًا مفروض تكونوا ملائكة مش بشر!
ومش كده وبس، لا دول توعدوهم بالأذى والعذاب والقتل لو ما بطلوش الكلام اللي بيقولوه علي الأصنام وإنها لا بتضر ولا بتنفع وإنها مجرد حجارة!
وبدأ أهل القرية بالتشاؤم من وجود الرُسُل لما المطر انقطع عنهم!
حبيب بن مري قيل إنه كان شغال نجار وقيل إنه كان بيصنع أحبال وقيل إنه كان بيشتغل في صبغ النسيج، مش مهم كان بيشتغل إيه،
المهم انك تعرف إنه كان رجل مؤمن بالله ومُحب للصدقة، لدرجة إن مكسبه آخر يومه كان بيقسمه نصين؛ نص له ولأولاده للأكل والشرب وهكذا، والنص التاني كان بيتصدق بيه
حبيب كان له بيت موقعة كان عند آخر باب من أبواب المدينة اللي كان عايش فيها، وفي يوم وحبيب بيتعبد لله في الغار سمع إن القوم في القرية بيهددوا بقتل الرُسُل.
فخرج حبيب من الغار في طريقه للقرية عشان ينصح القوم بإتباع الرُسُل، ولما وصل بص للرُسُل وسألهم”هل تطلبون على ما جئتوا به أجرًا” ( يعني بتطلبوا من الناس آجر كأموال أو طعام أو متاع مُقابل إنكم بتعرفوهم الدين أو بتعرفوهم عن الله وعبادته – عز وجل ) ؟!
فكان رد الرُسُل: ” لا ” فبص حبيب للقوم تاني وقالهم: ” اتبعوا من لا يسألكم على نصيحتهم لكم أجرًا ”
وكمل وقال: ” وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) ”
فلما القوم عرفوا بإمانه بالله، تجمعوا عليه وبدأوا يضربوه كلهم مرة واحدة لحد لما مات في ايديهم، لدرجة إن من كثرة الضرب فيه قيل إن امعاءه خرجت من دبره!
أول ما استشهد حبيب، أدخله الله الجنة جزاءًا لإمانه وتوحيده ونصحه لقومه ،
فقال حبيب لما أُذِنَ له بدخول الجنة: ” يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)
حبيب وقرية انطاكية اتذكروا في سورة يس
قال تعالى لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: ” وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (19) وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) ”
علمنا الله واياكم
والله اعلى واعلم